خطاب الكراهية والعنصرية أزمة تركيا المستقبلية
التصنيف: مقالات
تاريخ النشر: 2023-10-05 08:37:17
الباحث
د. محمد عباس اللامي
تشهد المحافظات التركية منذ مدة تحولات أجتماعية أسهمت في نشوء ظواهر ذات صلة بالكراهية والتطرف والعنف ضد الاجانب زادت من حدة الجدل الاجتماعي والفكري والسياسي حتى تعدى سقف القانون والوصول الى العنف والمساس بالحقوق والحريات ، وعملت بعض الجهات السياسية المعارضة للحكومة التركية على التحشيد واعطاء الزخم لهذه الظواهر لدواعي انتخابية والتبرير للعنف والعدوانية والعدائية والصراع والأحتجاج على وجود اللاجئين السوريين ، واستدعاء معاني التهجم والمهاجمة واستعمال المفرط للقوة المادية والاعتداء على حرمة جسد الغير وإلحاق الضرر المادي به .
هذا السلوك العدائي يسهل الأنضمام الى عضوية الجماعات ذات الميول المتطرفة وغالباً ما يكون تدريجياً فالأفراد قد يشتركون اولاً في مجرد التراشق بالعبارات والحوار والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي و استخدام بعض الشعارات قبل أن تتصاعد أنشطتهم الى درجة تدمير الممتلكات أو التورط في إصابة أو قتل الناس فالبدايات أولاً تكون من خلال الاشتراك في أنشطة غير مرتبطة مباشرة بالأزمة أو الصراع كالانضمام الى عصابات أو التورط بعمليات أخرى كما أن الشواهد من حولنا تؤكد أن الكثير من الأفراد سلكو هذا المسار بدافع التنفيس عن الغضب او الاحتقان الداخلي ضد النظام الذي منح اللاجئين العرب عدد من الامتيازات شملت الصحة والتعليم والعمل والاعفاءات من الضرائب ومنح بعضهم الجنسية التركية والمشاركة في الانتخابات .
وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رسائل تطمين للمواطنين الاتراك المتذمرين من وجود السوريين في بلادهم بأن عمليات البناء مستمرة في شمال سوريا و وصل عدد المنازل المبنية حتى الآن إلى حدود 100 -150 ألف منزل مشيراً للذين عادوا الى بلادهم بحدود المليون مواطن سوري .
بينما يرى رئيس حزب النصر ( أوميت أوزداغ ) مواقف حزبه ليست ضد الأجانب والسائحين ، بل هي ضد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين ، وأنهم يطالبون بإعادة السوريين من منطلق حب البلاد ، وأنه ليس كارهاً للأجانب ، مطالباً الغاء تجنيس العرب على خلفية إسلامية إخوانية ، وفرض الضرائب على العاملين العرب و إلغاء الاستثناءات التي منحت للسوريين وايقاف الامتيازات الممنوحه للخليجيين محذراً من اندلاع حرب أهلية بين الاتراك والسوريين ففي تركيا يعيش ما يقارب 13 مليون لاجئ من مناطق مختلفة حول العالم لكن الغلبه من سوريا الامر الذي عده تهديداً جدياً للاقتصاد التركي و بقائهم لمدة أطول سيشكل تهديداً على النسيج الاجتماعي حسب وصفه .
أن استمرار تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية تجاه العرب في تركيا والتجاوزات المتكررة على السياح والاضرار بمصالح التجار والمعامل الخاصة بالعرب المقيمين سيجعل من تركيا بيئة إقتصادية طاردة وذات علاقات دبلوماسية مضطربة مع الدول التي تعرض او يتعرض رعايها للعنصرية اللفظية او الجسدية التي ستنعكس بشكل مباشر على التعاملات السياسية ، إن هذه المخاطر تدعو الجانب التركي الى تبني خطاب مغاير يخفف من الاحتقان الحاصل وبعث رسائل التطمين وخلق بيئة آمنة من خلال تصفير المشكلات مع دول الجوار والمنطقة وحل عدد من الازمات التي يأتي في مقدمتها ضبط الحدود والحصص المائية ومراعاة التغييرات المناخية بدلاً من القطيعة التي قد تحصل مستقبلاً ويترتب عليها اثار اقتصادية وسياسية .