النظام الصحي الرقمي الفــرص والتــحديات

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-01-22 08:23:29

وفاء فوزي

قسم الدراسات التكنولوجية والامن السيبراني

المقدمــــة:

النظام الصحي الرقمي (DHS) هو عبارة عن منصة محوسبة متكاملة توفر أدوات معلومات واتصالات للمرضى، تم تصميمه لتحسين جودة وسلامة رعاية المرضى من خلال السماح للأطباء بمشاركة المعلومات الطبية والتعاون في قرارات رعاية المرضى وإدارة البيانات السريرية والإدارية بشكل آمن في الوقت الفعلي، وهي التجربة التي تم تطويرها عبر نظام الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS[1]).

يساعد النظام الصحي الالكتروني المرضى في الحفاظ على صحتهم من خلال إتاحة الوصول إلى المعلومات الصحية والأدوات والخدمات الرقمية اللازمة لمساعدتهم على القيام بدور نشط في إدارة صحتهم، وقد تتضمن خدمات الصحة الرقمية إنشاء تطبيقات وأدوات يتم الولوج إليها عبر الإنترنت وتتيح للمرضى الوصول إلى سجلاتهم الطبية أو التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية، تتضمن هذه التطبيقات أدوات متعددة مثل إداة حجز المواعيد عبر الإنترنت أو أداة فحص الأعراض أو أداة شراء الإدوية وتنظيم مواعيد أخذها.

ويمكن أن تسهل هذه الخدمات الرقمية على المرضى عملية رعايتهم، وإدارة مواعيدهم الطبية، ومساعدتهم على إدارة أزضاعهم الصحية بشكل أفضل، ويمكن لها أيضًا مساعدة مقدمي الرعاية في تحسين التعاون والتواصل فيما بينهم من جهة ومع مرضاهم من جهة أخرى، وقد تساعد حتى في دعم الالتزام بالعلاج من خلال السماح للمرضى بأداء دور نشط في عملية رعاية انفسهم صحيا.

ولقد تم استخدام مصطلح "الصحة الرقمية" بشكل عام ليشير إلى استخدام التقنيات الرقمية لتحسين تقديم الرعاية الصحية، وتم استخدامه أيضاً لوصف التغييرات في طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية وتحسينها من خلال اعتماد التكنولوجيا، ويشمل ذلك تطوير عمليات إدارية جديدة وسير عمل تم تمكينه بواسطة التكنولوجيا الرقمية واستخدام الأجهزة الذكية لجمع البيانات الصحية ونقلها وتوفير خدمات سريرية محسّنة ودعم للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولقد ساهم استخدام التكنولوجيا الرقمية أيضًا في إحداث تغييرات في آليات تمويل خدمات الرعاية الصحية من خلال تمكين طرق جديدة للدفع وتمكين التوازن بين خدمات الرعاية الأولية والثانوية عبر تحويل جزء منها من المستشفيات إلى أماكن الرعاية الأولية أو القطاع الوسطي الصحي.

وفي الواقع؛ يعود استخدام التقنيات الرقمية في الرعاية الصحية إلى الستينيات، عندما تم استخدام أجهزة الكمبيوتر لأول مرة لتخزين واسترداد معلومات المريض، وفي العقود التالية وسع الإنترنت والابتكارات التكنولوجية الأخرى بشكل كبير من قدرات أنظمة الصحة الرقمية، مما سمح بإنشاء سجلات صحية إلكترونية، والتطبيب عن بعد، وأدوات أخرى عبر الإنترنت لتحسين تقديم خدمات الرعاية الصحية.

ان توفر تقنيات الصحة الرقمية منذ سنوات عديدة أمر مفروغ منه، ولكن تسارع اعتمادها في السنوات الأخيرة  جاء بسبب عدد من العوامل اولها وأهمها جائحة كورونا التي غيرت العديد من الانظمة السلوكية تجاه استخدام التقنيات الرقمية في مفاصل عديدة من حياتنا، بما في ذلك التوسع الكبير في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى، وزيادة القدرة على تحمل تكاليف استخدام الأجهزة الطبية وأجهزة الاستشعار المتصلة بجسم الانسان، والحاجة إلى تقديم المزيد من الرعاية الصحية المتسمة بالكفاءة والفعالية بأقل تكلفة ممكنة.

وكان هناك اعتماد قوي بشكل خاص على تقنيات الصحة الرقمية في البلدان المتقدمة، حيث يوجد مستوى أعلى من البنية التحتية التكنولوجية وقدرة أكبر على الوصول إلى الرعاية الصحية، ومع ذلك؛ تُستخدم تقنيات الصحة الرقمية أيضًا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لتحسين الوصول إلى الرعاية في المناطق المحرومة ومواجهة التحديات مثل النقص في أعداد مقدمي الرعاية الصحية.

وهنا، نجد أن من المهم التذكير بحقيقة أن التكنولوجيا هي سيف ذو حدين لمستخدميها، الأمر الذي يعني وجود مخاوف بشأن طريقة استخدام أنظمة الصحة الرقمية، بما في ذلك المشكلات المتعلقة بالخصوصية والأمان وإمكانية حدوث أعطال تكنولوجية، وما قد يترتب من تكاليف على تنفيذ هذه الأنظمة وصيانتها، والتي قد تكون باهظة القيمة لكل من مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، فضلاً عن الحاجة إلى التدريب والدعم لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى لضمان قدرتهم على استخدام هذه الأنظمة بفعالية، الأمر الذي يعني ضرورة أن تقوم مؤسسات الرعاية الصحية ومقدميها بالنظر بعناية الى هذه المخاطر واتخاذ التدابير المناسبة لحماية بيانات المرضى وضمان التشغيل الموثوق للأنظمة الصحية الرقمية.

وفيما يخص العراق، لا يخفى أن نظام الرعاية الصحية العراقي قد واجه العديد من التحديات في السنوات الأخيرة، أبرزها ضعف البنى التحتية للمؤسسات الصحية، كذلك النقص الحاصل في الكفاءات والخبرات نتيجة لهجرتهم، ناهيك عن تداعيات جائحة كورونا التي خلفت خسارة كبيرة في الكوادر الطبية ومقدمي الرعاية الصحية، ومن نافل القول الإشارة الى ارتفاع تعداد السكان في العراق حتى وصل 41.18 مليون نسمة لسنة 2021، وهو ارتفاع لا يتناسب مع قدرات المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحالية للنظام الصحي العراقي، يضاف لها نقص التمويل والإمدادات والمعدات الطبية، بالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع المستمر وانعدام الأمن في أجزاء من البلاد إلى تعطيل الوصول إلى الرعاية الصحية للعديد من العراقيين، لا سيما في المناطق الريفية وفي المناطق المتأثرة بالصراعات.

ولكن، وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هناك أيضًا جهود جارية لتحسين نظام الرعاية الصحية في العراق، على سبيل المثال، نفذت الحكومة العراقية عددًا من الإصلاحات التي تهدف إلى زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، وهناك العديد من مقدمي الرعاية الصحية المتخصصين الذين يعملون على توفير الرعاية للشعب العراقي.

أخيرًا تمتلك التطبيقات الصحية الرقمية القدرة على المساعدة في تحسين سلامة المرضى وتقليل تكاليف الرعاية الصحية من خلال تحسين اتخاذ القرارات السريرية وتسهيل جمع البيانات في الوقت الفعلي ونقلها بين مقدمي الرعاية والمرضى، ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات والعقبات التي يجب معالجتها من أجل تحقيق الإمكانات الكاملة للصحة الرقمية في مجال الرعاية الصحية،  تتمثل هذه التحديات  بنقص الموظفين المهرة ذوي الخبرة في تطبيق التقنيات الناشئة وتطوير حلول رقمية جديدة، ونقص الإلمام بهذه التقنيات بين مقدمي الرعاية الصحية، والتمويل غير الكافي لدعم تطوير التقنيات والحلول المبتكرة، على الرغم من هذه التحديات، هناك اعتراف متزايد بالفوائد المحتملة لتقنيات الصحة الرقمية في تحسين جودة الرعاية وتقليل تكلفة الرعاية الصحية، وضمان حصول الجميع على حق الرعاية الصحية بالتساوي.

فوائد تطبيق النظام الصحي الرقمي:

  1. تتمثل إحدى الفوائد الأساسية للنظام الصحي الرقمي في القدرة على الوصول إلى المعلومات الصحية للمرضى ومشاركتها إلكترونيًا، بدلاً من الاعتماد على السجلات الورقية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين دقة واكتمال معلومات المريض، وكذلك تقليل مخاطر الأخطاء والسهو، بالإضافة إلى ذلك  يمكن الوصول إلى السجلات الصحية الإلكترونية من قبل مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين من أي مكان، مما يمكن أن يحسن تنسيق الرعاية ويقلل من الحاجة إلى تكرار الاختبارات والإجراءات.
  2. تحسين دقة وتوقيت رعاية المرضى من خلال توفير الوصول في الوقت الفعلي إلى سجلات المرضى الكاملة والمحدثة، ويمكن أن يقلل أيضًا من مخاطر الأخطاء، مثل وصف الدواء الخاطئ أو تنفيذ الإجراء الخاطئ، بالإضافة إلى ذلك يمكن للنظام الصحي الرقمي تحسين الاتصال بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، مما قد يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى. على سبيل المثال، يمكن للمريض استخدام منصة صحية رقمية لمتابعة وضعه الصحي والتواصل مع فريق الرعاية الصحية الخاص به، مثل تحميل البيانات من جهاز يمكن ارتداؤه أو عن طريق إرسال رسائل عبر نظام مراسلة آمن.
  3. يمكن أن تساعد أنظمة الصحة الرقمية أيضًا في تقليل تكاليف الرعاية الصحية من خلال تبسيط العمليات وتقليل الحاجة إلى الاختبارات والإجراءات غير الضرورية، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد النظام الصحي الرقمي في تحديد المشكلات المحتملة ومنعها قبل أن تصبح خطيرة، مما قد يساعد في تقليل الحاجة إلى الاستشفاء.
  4. هناك أيضًا عدد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لدعم تقديم خدمات الرعاية الصحية من خلال نظام صحي رقمي، على سبيل المثال، يمكن لمنصات التطبيب عن بعد أن تسمح للمرضى بالتشاور مع مقدمي الرعاية الصحية عن بعد، باستخدام مؤتمرات الفيديو أو غيرها من التقنيات، يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للمرضى الذين يعيشون في المناطق النائية أو الريفية، أو لأولئك الذين يعانون من مشاكل في التنقل.
  5. هناك أيضًا عدد من التطبيقات الصحية التي يمكن استخدامها لمساعدة المرضى على إدارة صحتهم وعافيتهم، يمكن استخدام هذه التطبيقات لتتبع أشياء مثل النشاط البدني والنظام الغذائي والنوم، ويمكن أن تقدم توصيات وإرشادات مخصصة لمساعدة المرضى على تحقيق أهدافهم الصحية.
  6. بالإضافة إلى تحسين دقة وكفاءة تقديم الرعاية الصحية، يمكن للأنظمة الصحية الرقمية أيضًا زيادة كفاءة الوصول إلى الرعاية، لا سيما للسكان المحرومين أو القاطنين في أماكن نائية عن المدن، إذ يسمح التطبب عن بعد للمرضى بتلقي الاستشارات الطبية وخدمات الرعاية الصحية الأخرى عن بُعد، عبر الهاتف أو مكالمة الفيديو، يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية، أو لأولئك الذين يعانون من مشاكل في التنقل تجعل من الصعب زيارة مرفق الرعاية الصحية شخصيًا.
  7. تشمل الفوائد المحتملة الأخرى للأنظمة الصحية الرقمية القدرة على تتبع وإدارة الحالات المزمنة، مثل مرض السكري أو أمراض القلب، بشكل أكثر فعالية، على سبيل المثال، يمكن للأجهزة والتطبيقات القابلة للارتداء أن تساعد المرضى في مراقبة حالتهم الصحية ومشاركة البيانات مع مقدمي الرعاية الصحية، الذين يمكنهم بعد ذلك استخدام المعلومات لتعديل خطط العلاج أو تقديم الدعم حسب الحاجة.
  8. يمكن أن تساعد الأنظمة الصحية الرقمية أيضًا في تحسين إدارة صحة السكان من خلال تزويد مقدمي الرعاية الصحية بأدوات تحليل البيانات التي تسمح لهم بتحديد الاتجاهات والأنماط في صحة المريض، يمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير التدخلات المستهدفة وبرامج الرعاية الوقائية، والتي يمكن أن تساعد في تقليل العبء الإجمالي للمرض وتحسين الصحة العامة.
  9. تعزيز الأمن القومي: يمكن للأنظمة الصحية الرقمية تحسين الأمن القومي من خلال تمكين المشاركة السريعة لمعلومات الرعاية الصحية الهامة أثناء حالات الطوارئ أو الأوبئة، يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد وتتبع التهديدات المحتملة للصحة العامة، ناهيك عن توفير قواعد بيانات تفصيلية للصحة العامة، بما يضمن كيفية الاستثمار الامثل في الانسان الذي هو عماد التنمية، التنمية التي ترادف لدى الباحثين في أحيان كثيرة مفهوم الأمن القومي، إن توفر البيانات الدقيقة لصحة المجتمع لا تقف عند حد معرفة الموازنات المالية المطلوبة، بل تقود أيضا الى تقليص إمكانية الفساد، لأن الموازنة الصحية سوف توضع من قبل المخططين على أساس ارقام دقيقة لا يمكن التلاعب بها، كما أن الانسان المتعافي البدن يعني موردا بشريا قابل للاستثمار، والانخراط في العملية الانتاجية بما يعود على البلد بالكثير من الفوائد، فضلا عن ذلك، فإن إمكانية تتبع المجرمين عبر بصماتهم الوراثية ستكون أسهل بكثير، بما يسهل عمل الأدلة الجنائية، ناهيك عن توفير دلائل تبين المدخول الفردي عبر قياس مستوى الصحة، الأمر الذي يعزز قدرة النظام الضريبي وغيره من أجهزة الجباية الحكومية.

التقنيات المستخدمة في النظام الصحي الرقمي:

  1. السجلات الصحية الإلكترونية (EHRs): هي نسخ رقمية من التاريخ الطبي للمريض يمكن الوصول إليها من قبل مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، يمكن أن يؤدي تطبيق السجلات الصحية الإلكترونية إلى تحسين دقة وكفاءة تقديم الرعاية الصحية ، فضلاً عن تقليل مخاطر الأخطاء والاحتيال الطبي.
  2. التطبيب عن بعد: يشمل التطبيب عن بعد استخدام الاتصالات الإلكترونية لتقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد، يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في المناطق التي يكون فيها الوصول إلى الرعاية الصحية محدودًا بسبب الجغرافيا أو عوامل أخرى، يمكن استخدام التطبيب عن بعد لربط المرضى في العراق بمقدمي الرعاية الصحية في أجزاء أخرى من البلاد أو العالم، الأمر الذي يقلل التكاليف على العراق ويقدم جودة فائقة في الخدمات الطبية بما يحقق الرضا العام اللازم لتحقيق الأمن القومي.
  3. تطبيقات الصحة المحمولة: هناك العديد من تطبيقات الأجهزة المحمولة التي يمكن أن تساعد الأشخاص في إدارة صحتهم والتواصل مع مقدمي الرعاية الصحية، على سبيل المثال ، هناك تطبيقات يمكنها تتبع النظام الغذائي للشخص وممارسة الرياضة والنوم، بالإضافة إلى توفير معلومات عن الظروف الصحية والعلاجات، حيث قد يكون الوصول إلى الرعاية الصحية محدودًا وقد لا يتمكن الأشخاص من الوصول بسهولة إلى أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى.
  4. الأجهزة القابلة للارتداء: يمكن للأجهزة القابلة للارتداء، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية، أن تقوم بجمع البيانات عن النشاط البدني للشخص وصحته، ويمكن استخدامها لتتبع الحالات المزمنة وإدارتها.
  5. تحليلات البيانات: يمكن أن تساعد الاستفادة من تحليلات البيانات مؤسسات الرعاية الصحية على فهم مرضاهم بشكل أفضل وتحسين الرعاية، على سبيل المثال ، يمكن أن يساعد تحليل بيانات المريض مقدمي الخدمة على تحديد الاتجاهات والأنماط التي قد تشير إلى الحاجة إلى مزيد من الرعاية أو التدخل.
  6. قابلية التشغيل البيني: يعد ضمان قدرة أنظمة وتقنيات الرعاية الصحية المختلفة على التواصل وتبادل البيانات مع بعضها البعض أمرًا ضروريًا لاستراتيجية الرقمنة الصحية الناجحة، تتيح إمكانية التشغيل البيني لمقدمي الرعاية الصحية الوصول إلى رؤية شاملة لصحة المريض، والتي يمكن أن تحسن الرعاية وتقليل الأخطاء.
  7. الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي - يتم استخدام هذه التقنيات بشكل متزايد في نظام الصحة الرقمي لتحليل كميات كبيرة من البيانات وتقديم تنبؤات أو توصيات بناءً على البيانات، على سبيل المثال، يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتمالية إصابة المريض بحالة معينة أو التوصية بخطة علاج بناءً على التاريخ الطبي للمريض.

اهم البلدان الرائدة في تطبيق النظام الصحي الرقمي في الوقت الحاضر:

هناك عدة دول في طليعة تنفيذ أنظمة الصحة الرقمية، بما في ذلك: كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، سنغافورة، السويد، الدنمارك، كندا، فنلندا، استراليا، عربيا هناك العديد من البلدان في الشرق الأوسط التي طبقت أنظمة صحية رقمية إلى حد ما، على سبيل المثال، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، قطر.

التحديات التي تواجه تنفيذ النظام الصحي الالكتروني في العراق:

  1. تحديات اقتصادية متمثلة بضعف البنى التحتية للمؤسسات الصحية، كلفة التطبيقات الرقمية الباهظة، كذلك قضايا التمويل وادارة المشاريع.
  2. تحديات تقنية متمثلة بضعف المعرفة بالتطبيقات التكنولوجية الخاصة بالنظام الصحي، ندرة المهارات والتخصصات.
  3. تحديات تنظيمية تتمثل بضعف الوعي الرقمي فيما يخص هذا الجانب، المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات وأمنها، اذ لم يتم تشريع قانون الجريمة الالكترونية والامن السيبراني الى يومنا هذا، على الرغم من اهميته بما يحمل بين طياته من تشريعات مهمة ستحد من خطورة العالم الرقمي وخصوصية البيانات وامكانية الوصول لها.
  4. تحديات شخصية تتمثل بردة فعل مجموعة من الافراد والمؤسسات التي ستتضرر فيما لو تم تطبيق النظام الصحي الالكتروني في العراق.

المقترحات :

  1. وضع استراتيجية وطنية في العراق للصحة الرقمية من قبل الجهات ذات العلاقة، تضمن التعاون بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنظام الصحي الحالي.
  2. تفعيل قانون الامن السيبراني والجرائم الالكترونية او عمل لوائح لحين تشريع القانون.
  3. الاستفادة من خبرات الدول التي قطعت شوطاً طويلا في تطبيق النظام الصحي الالكتروني، واشراك المنظمات الدولية في تطوير النظام الصحي الالكتروني في العراق.
  4. تفعيل نظام السجل الطبي الالكتروني الموحد وجعلها الكترونية متاحة بين المؤسسات الصحية عند الطلب من ذوي الاختصاص مع مراعاة خصوصية وامن البيانات.
  5. نشر الثقافة الرقمية فيما يخص النظام الصحي الالكتروني بين المؤسسات الصحية متمثلة بدورات تدريبية و ورش وندوات.

 


[1] - تم إطلاق الخدمة الصحية الوطنية (National Health Service /NHS) في إنجلترا عام 1948 بهدف إتاحة الرعاية الصحية الجيدة للجميع بغض النظر عن ثروتهم أو ما يملكونه من مال. وهي نظام للرعاية الصحية يتبع الحكومة