الصراع الأذري-الأرمني: شاهد على ذوبان الصراعات المجمدة

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2020-11-03 12:00:38

 

د. احمد يوسف كيطان- قسم الدراسات السياسية

يشكل الصدام العسكري الدائر حالياً في اقليم ناغورنو كاراباخ امتداداً لصراع طويل الأمد بين أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية وأذربيجان ذات الأغلبية المسلمة حول وضع الاقليم، والذي هو عبارة عن منطقة جغرافية ذات أغلبية عرقية أرمنية(90% من السكان) تقع داخل حدود أذربيجان، خاضت الدولتان تاريخياً سلسلة من المواجهات العسكرية حولها قبل ضمهمها الى الاتحاد السوفيتيي في عام(1920-1921)، إذ انشأت الحكومة السوفيتية في العام(1923) منطقة ناغورنو كاراباخ ومنحتها حكماً ذاتياً داخل اذربيجان، وظل وضعها مستقراً طيلة سنوات الحقبة السوفيتية، ولكن الوضع بدأ بالخروج عن السيطرة منذ عام(1988) مع بداية تفكك الاتحاد السوفيتي، أعلن الاقليم استقلاله عن اذربيجان، فاندلعت على اثر ذلك حرباً بين أرمينيا وأذربيجان للسيطرة عليه، تمكنت على اثرها القوات الارمنية من السيطرة على كامل الاقليم بحلول العام(1993)، وبعد وساطة قامت بها (مجموعة مينسك) بقيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) ضمت في عضويتها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا؛ تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في العام(1994)، وظل الاتفاق ساري المفعول منذ ذلك الحين، وبقي الصراع على الاقليم صراعاً مجمّداً لنحو عقدين من الزمن، لكن المناوشات الحدودية المحدودة والقصف المدفعي وعمليات القنص المتبادلة بين القوات الأرمنية والأذربيجانية ظلت مستمرة، وتسببت بمقتل المئات، فكانت اعنف المواجهات تلك التي اندلعت في اوائل شهر نيسان من العام(2016)، واستمرت لأربعة ايام، حصدت عشرات القتلى ومئات من الجرحى.

يؤشر على الاشتباكات الاخيرة انها الأكثر حدة منذ حرب التسعينيات، اذ اسفرت حتى(22 تشرين الاول) عن سقوط نحو (5)آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وتحدثت تقارير عن إسقاط مروحيات واستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، كما امتازت بتدخلات خارجية مكثفة تمثلت بدعم تركي واسرائيلي لاذربيجان يقابله دعم روسي وامريكي وفرنسي لارمينيا وقوات ناغورنو كاراباخ.

 

للإطلاع على تقدير الموقف كاملاً يرجى تحميله من هنا بصيغة pdf  اضغط هنا