الاعلام العراقي وضرورات التحول الى الاعلام الذكي

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-05-20 16:07:28

يدرك الكثير من المتخصصين ان الاعلام  اليوم يشهد تطوراً ونمواً  بما يخدم اهدافه وبيئته فاعلام اليوم هو اعلام "ذكي " يعتمد في ادواته على وسائل التواصل الالكترونية بشكل جعله اعلاماً يتميز بالتفاعلية و فيه تكون ممارسة الاتصال ثنائية وتبادلية مبنية على الحوار بين الناشر والمتلقي ، كما انه يتيح لكل شخص ان يكون ناشراً عبر بيئة اتصال تتسم بالعالمية تتخطى كل الحواجز يستخدم فيها الناشر كل وسائل الاتصال كالنصوص والصور والمواد الفلمية وهي تخلق تركيزاً عالياً من قبل المتلقي وتسهل عليه تخزين وحفظ الرسائل الاتصالية واسترجاعها، كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة التي يستخدمها.  

لذا ومن خلال تلك الخصائص نجح الاعلام الجديد " الذكي "  في تحويل عدد كبير من القضايا الى  قضايا رأي عام, لافتاً إنتباه المجتمع والمسؤولين إليها, وبات لا يمكن لاي مهتم  بالشأن العام, من ان يقرأ نبض الشارع ويستشعر هموم المواطن  دون استخدام " مباشر أو غير مباشر " لقنوات الاعلام الجديد، وتفرض بذلك على اي جهه تخدم المواطن ان تمتلك خطة واضحة للانخراط في حراك الاعلام  الذكي الجديد.

تشهد العلاقة بين الاعلام التقليدي والاعلام الذكي اليوم منافسة شديدة وضارية حيث تؤكد ارقام اوردتها سكاي نيوز العربية نقلاً عن مجلة " محرك البحث " ان عدد مستخدمي الانترنيت التقليدية مقارنة بمرتادي وسائل الاعلام قد بلغ 3 مليارات مستخدم اي مايعادل 45%من اجمالي سكان الارض لذا ذهبت وسائل الاعلام التقليدي الى اعادة تكوين نفسها وبناء ذاتها , لتندمج في الاعلام الجديد وتكون جزء منه. كما وقد صاحبت ظهور وتطور الاعلام الذكي جملة من الظواهر التي مثلت كسر احتكار المؤسسات الاعلامية الكبرى ، وظهور فئة جديدة من الاعلاميين من غير المتخصصين في الاعلام  أصبحوا محترفين في استخدام تطبيقات الاعلام الجديد، بما يتفوقون فيه على المتخصصين في الاعلام  ، ظهور منابر جديدة للحوار و أصبح باستطاعة أي فرد في المجتمع أن يرسل ويستقبل ويتفاعل ويعقب ويستفسر ويعلق بكل حرية، وبسرعة فائقة بالاضافة الى ظهور مضامين ثقافية واعلامية جديدة.

ان الحديث عن الاعلام العراقي اليوم يتطلب منا دراسة معمقة له عبر الحقب التاريخية المختلفة وصولاً الى اليوم والظروف السياسية والاجماعية والاقتصادية المحيطة بكل حقبة والتي لعبت دوراً في تشكيل صورة الاعلام خلال تلك الحقبة وهنا نجد ان العراق من اول الدول نحو الاعلام المسموع بافتتاح اذاعه بغداد عام 1936 ومن ثم الاعلام المرئي بافتتاح تلفزيون العراق عام 1956 فهو يواكب عبر كل مراحله التطور التقني الذي تشهده وسائل الاعلام العالمية .

من كل ماتقدم يتضح ان الاعلام العراقي بحاجة متجددة الى الحداثة والتطور لتلافي هجرة المتلقي اولاً ومن اجل تحقيق الانتشار والتأثير في الرأي العام ثانياً و اصبح لزاماً عليه الانتقال نحو الاعلام الذكي وهو ما تنتهجه اغلب وسائل الاعلام العراقية اليوم لكننا نعتبر ان هذا الانتقال نحو الاعلام الذكي غير كافياً و يتطلب تطوراً في الوسيلة والمضمون معاً  من خلال جعل الخطاب متحرك وفعال يتناول هموم وقضايا المجتمع والتحول من الخطاب التاريخي الى خطاب مستقبلي يضع الحلول للمشاكل السياسية والاجتماعي والاقتصادية وضرورة الاهتمام بالجوانب الفنية بما يضمن سرعة الانتشار وقوة التاثير .

 

نداء عباس

قسم الدراسات الاجتماعية