الاعلام وقضايا حقوق الانسان .. سيف ذو حدين

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-05-09 16:56:29

لايختلف اثنين في إن الاعلام اداة من ادوات الرصد التي تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان وانه يمتلك سلطة الكشف عن تلك القضايا والتعريف بها ، سلطة تنبع من دوره الرقابي وسعة انتشاره وهذا الدور يسير بشكل مطرد مع اتساع فضاء الحرية وتقليص القيود التي تفرض على حرية الراي والتعبير ، لذلك فاننا نجد ان قضايا انتهاكات حقوق الانسان  لم تجد طريقها الى النور عبر وسائل الاعلام قبل عام 2003   لان الاعلام خلال هذه الحقبة الديكتاتورية كان اعلاماً مقيداً تم توظيفة لخدمة اهداف النظام والتعتيم على جرائمه .

يمكن ان نعتبر ان التطور السريع والدائم لوسائل الاعلام التي انضوت تحت لوائها وسائل التواصل الاجتماعي كانت وراء الكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها الفرد في المجتمع كما استطاعت تلك الوسائل ان تضمن سعة الانتشار والسرعة بدون المرور بقوالب الفنون الصحفية المعروفة والاساليب الفنية في اعداد المادة المرئية لتكون التلقائية السمة  الغالبة عليها وهي بذلك ايضا حملت الكثير من السلبيات التي لايمكن التغاضي عنها اذا ان تلك الوسائل منحت السلطة لكل من هب ودب في نشر مايريد دون الاخذ بعين الاعتبار معايير التحقيق وشرف نقل الحقيقة بما لايخل بالنظام العام ودون خرق الخصوصية وحق الفرد في الوصول للعدالة .

ان دور الاعلام في كشف قضايا حقوق الانسان سيف ذو حدين لايمكن ان يمسك به من لم يتحصن بالمعرفة وقواعد المهنة الحيادية وامتلاك للمعرفة بحقوق الفرد وواجباته وان يكون المحرك الدائم الذي يحركة الحقيقة لاغيرها دون غرض سوى صون حق وكرامة الانسان .

ويذهب الكثيرون الى ابعد من ذلك عندما يعتبرون ان تناول الاعلام الغربي لقضايا حقوق الانسان في مجتمعات العالم الثالث يتم  بازدواجية ويشكل وسيلة من وسائل الضغط التي تمارسها في فرض ارادتها وتسيير اجنداتها اذا ما اخذنا بنطر الاعتبار غض البصر الدائم من قبلها عن انتهاكات تحدث هنا وهناك في دول " صديقة  " لها .

يمكن القول ان قضايا حقوق الانسان التي تجد طريقها عبر الاعلام قد تكون عامل في تعزيز معرفة الفرد بحقوقه او وسيلة لزعزعة ثقته بمجتمعه وخلق  الفوضى وكل ذلك وقفاً على الراوي اي " الاعلام "  اليد التي تمسك بسيف الحقيقة .

 

نداء عباس