مراكز ايواء المشردين والايتام ودورها في الحد من ثقافة التطرف

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-01-17 18:36:04

 

 

 الباحث

  محمد عباس اللامي

  

تعد مراكز الايواء و دور الايتام محطة مهمة لتقويم العقول وتوجيهها نحو الصواب ، فلا شك ان حماية عقول الشباب من البالغين وغير البالغين والاطفال على وجه التحديد مهمة قد تكون صعبة في ظل وجود 22  دار للايتام بالعراق 4  منها في بغداد و 18  دار في المحافظات العراقية المختلفة مستثنياً اقليم كردستان منها ، والتي تم نقل ادارتها من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى مجالس المحافظات بموجب  قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم (21) لسنة 2008 م حيث يبلغ عدد المستفيدين من دور الايتام ما يقارب 500  مستفيد لكلا الجنسين والذي يعتبر رقماً يسيراً لدور الايتام كونها معدة لاستيعاب واستقبال  1200 مستفيد ، كما وتبلغ دور الاحداث للمشردين 2  فقط ومقرها العاصمة بغداد ويبلغ عدد المستفيدون منها110  مستفيد ، أما البيت الامن الذي يختص بضحايا الاتجار بالبشر فعدد مستفيديه ما يقارب 15  مستفيد ، يخضع بها المستفيد الى برنامج تأهيلي شامل يهدف الى اعادة التأهيل  و الاندماج بالمجتمع ، و تعمل دور الايتام على الالتزام والاهتمام بالمناهج التعليمية والتدريسية باستثناء المشردين والمشردات الذين يعتمد في اعادة تاهليهم على طريق التعليم المسرع بالتنسيق مع وزارة التربية ، الا انها لا تلبي او تتماشى مع الوضع الذي يعيشه العراق والعالم في ظل انتشار التطرف العنيف المؤدي للارهاب والذي يعتمد في احيان عدة على الفئات الهشة كفئة مستهدفة  يتم استخدامها في نشر الافكار المتطرفة و تأجيج الصراع وإشاعة الكراهية ومن ثمة اللجوء إلى العنف .

وعليه فإن موضوع الارهاب الفكري هو واحد من أهم المواضيع الحيوية وذات الخطر الكبير ، حيث ان خطره يهدد الأمن الوطني والمجتمعي ، إلا انه من المواضيع قليلة المعالجة والاهتمام في مراكز التاهيل والايواء ، وغياب وسائل الاعلام كالصحف والمجلات والإذاعة والتلفيزيون والسينما والاتصال البريدي المباشر واللافتات والإعلانات الضوئية كأداة لمواجهة التطرف .

إن مناهج التعليم والمحاضرات والندوات التي  تدرس في المدارس ودور الايتام و مراكز الايواء  لها دور كبير في تحديد انماط سلوك الافراد وتكوين ارائهم واتجاهاتهم تربوياً ونفسياً ، فالتعليم يعمل على زيادة مستوى وعي الافراد فضلاً عن اكسابهم القدر المناسب من المعارف والمعلومات العامة المتخصصة وبما يسهم برفع نسبة تفاعل الافراد في المجتمع ، ويعد التعليم من العوامل المساعدة في معرفة الفرد لحقوقه الشخصية والمدنية حيث ان المدرسة هي الرديف المباشر للأسرة بما تغرسه من معارف وقيم وثقافة تسهم في اعادة تأهيل الانسان واندماجه بالمجتمع .

فتعرض الأطفال فى بداية حياتهم المبكرة للحرمان من الأم أو الأب أو كليهما يؤدى إلى إصابتهم بحالات من الاكتئاب، وإلى ضعف علاقتهم الاجتماعية مع الآخريـن وهذا ما يجعل دور الايتام و مراكز الايواء امام مهمة الرعاية النفسية والاجتماعية ومعالجة فقدان الأمل في الحياة والاتكالية على الآخرين .

أضافة الى مراعاة توفير فرص التعليم المناسب واللائق والمتابعة المتخصصة بذلك ، وامكانية تنمية المهارات وتشجيع الموهوبين وتنمية قدراتهم ومعالجة حالات صعوبة التعليم ، واتاحة فرص اللعب والمتعة باهداف تربوية والاسهام في تنمية وتطوير القوانين والتشريعات ذات الصلة بالايتام والمشردين وضحايا الاتجار بالبشر وتزويد الاطفال بمهارات قانونية وتوعية تأخذ على عاتقها تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.

يضاف الى ذلك المتابعة والتثقيف الصحي اللذان يعدان من اولويات دمج المستفيدين بالمجتمع وتعزيز انتمائهم اليه ، وتطوير العاملين من خلال زجهم في الدورات الكفيلة بذلك و تبادل الخبرات والتنسيق مع الاجهزة الامنية والوزارات ذات العلاقة للحد من ظاهرة التطرف.