المعالجات الحديثة في مكافحة الارهاب

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-11-21 21:06:31

د. علي ادهم

قسم الامن ومكافحة الارهاب

اخذ موضوع مكافحة الارهاب دورا كبيرا على المستوى المحلي والعالمي وتصدر عناوين اجتماعات واسعة ابتداء من الامم المتحدة والمنظمات الدولية واللقاءات الجماعية والمنفردة بين قادة الدول وغالبا لا يخلوا اي اجتماع بين قادة الدول من مناقشة هذه الازمة ومعالجاتها والتي اصابت المجتمع ونمى وتطور بشكل سريع. وبما ان الارهاب لم يكن قوة نظامية واضحه تهاجم الاهداف التي تضع لها الاولويات ضمن خطته الاجرامية, لذا فقد تنوعت تنفيد العمليات الارهابية بالشكل والتنفيد والتخطيط ولكن اشتركت جميع عملياته في نقطة واحدة وهي تحقق اهدافها بشكل غير مباشر اي انه لا يواجه القوات الامنية بشكل مباشر وانما بطرق غير مباشرة و نادرا ما تكون بصورة مباشرة. لذلك تلاقي الخطط الامنية صعوبة في اغلب الاحيان في التعامل مع العمليات الارهابية ومعالجتها خوفا من الخسائر البشرية التي قد تقع بين عامة الناس. ورغم كل الاجراءات التي اتخدها اغلب دول العالم للقضاء على هذه الافة الا انها لم تفلح بتوفير الامن لمجتمعاتها بالشكل المطلوب, فقد تعثر في اغلب الاحيان دول متقدم عسكريا في القضاء على مثل هذه العمليات او الحد من وقوعها.

انطلاقا من هذا المبدء فلا بد من تغيير الخطط والتكتيكات الامنية لغرض القضاء على الارهابيين وتحديد المهمات الضرورية للحد من العمليات الارهابية, فقد ادرك جميع قادة الامن ان الارهاب لم ولن يواجهة اي قوة امنية في اي دولة في العالم بشكل مباشر وانما يتبع اساليب وطرق متنوعه ومتعددة لايقاع اكبر الخسائر ضمن القوات الامنية او المواطنين او في مؤسسات المدنية او الحكومية ولم يكن لدى داعش اهداف ضمن الخط الاحمر بل ينفد عملياته في اي بقعة من العالم وفي اي مكان دون تمييز بين شرائح المجتمع.

ولكي تحقق القوات الامنية نجاحا في مواجهة الارهاب وتحقق النتائج المرموقة لابد من معالجات تتختلف عن ما تم اتباعه في الفترات الماضية, فبدلا من ان تستخدم القوات الامنية الطائرات والمدرعات والدبابات والقوات البشرية وغيرها والتي تكلف ميزانيات الدول مبالغ طائلة جدا وبنتائج محدود للغاية. فمن هنا ياتي دور المعالجات الحديثة والتقنيات التي تشهد تطورا واسعا ومستمرا وبشكل متميز وبالتاكيد ان استخدام هذه التقنيات لا يكلف الدول مبالغ طائلة مقارنة مع متطليات الحروب التقليدية. فبدلا من ان نحدد حركة السير داخل المدن بنقاط تفتيش يعيق حركة السير ويكون هدف للعمليات الارهابية التي تبحث عن تجمعات كبير فمن الممكن ان نستخدم التقنيات الحديثة وذلك بوضع كامرات على طول الطرق ومداخل المدن او تشمل حتى ازقتها ومجمعاتها التجارية لكي يكون المتابعة مستمرة ودقيقة ودون اعاقة حركة السير والاهم من ذلك هو الاحتفاظ على القوات الامنية من الخسائر البشرية اثناء حدوث اي عملية ارهابية. وكذلك بدلا من ان نستخدم  فرق عسكرية ومدرعات وابراج مراقبة الحدود الدول فبإ مكان استخدام الرادارات الاكترونية والمتطوره والتي يتم معالجة الاهداف انيا وفقا لما يتم برمجة الجهاز. فضلا عن ذلك يمكن ان نستخدم الطائرات المسيرة واجهزة الاتصالات الذكية لمراقبة اي شخص وجمع المعلومات الموثوقة والدقيقة بدلا من استخدام العناصر البشرية للتجسس ولجمع المعلومات عن اهداف معينة.

وحاليا اصبح بالامكان استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة المطلق سراحهم من السجون بعد قضائهم المدة القانونية للعقوبة وذلك بالمراقبة والمتابعة الكترونيا وبشكل مستمر ولفترات طويله يحددها القضاء ويتم من خلالها جمع كافة المعلومات عن الشخص المطلق سراحه بالاعتماد على التقارير التي يتم جمعيها الكترونيا

وهكذا يمكن ان تلعب هذه التقنيات الحديثة دورا متميزا في المراقبة والرصد والمتابعة المستمرة لكافة العمليات الارهابية والاهم من ذلك معالجة الهدف انيا وبشكل مباشر وفقا للمعطيات التي تحددها القوات الامنية ومن خلال ذلك يمكننا ان نحق الاهداف المطلوب باقل وقت واقل كلفة واكثر دقة وبدون خسائر بشرية ومادية تذكر.

ان المعالجات الحديثة في مكافحة الارهاب تساعد القوات الامنية في جوانب متعدد وتسهل من تحديد الاهداف ومعرفة قوة العدو وامكانياته وكذلك تحركاته المستمرة وهذا بدوره يسهل للقوات الامنية معالجات الاهداف بدقة وباقل خسائر حينما يتطلب العملية الارهابية تدخلا عسكريا مباشرا وهنا تكمن اهمية القوات الامنية في تنفيد العمليات على الارض بعد الاطلاع على التفاصيل الدقيقة عن العدو وتختلف اهمية هذه القوات باختلاف نوع العملية التي تنوي الارهابيين القيام به فعندما تقتصر العملية الارهابية لتنفيد عملية محدودة ومن قبل افراد معدودين تقل اهمية القوات الامنية على الارض ففي مثل هذه الحالة يمكن معالجة الهدف انيا وتبرز دور هذه القوات عندما تكون الهجمات الارهابية منظمة وتقوده مجاميع ارهابية متعدة ومن محاور مختلف. ففي جميع الحالات فان المعالجات الحديثة تسهل وتساعد القوات الامنية على الارض في تنفيد المهمة بوقت قياسي وبدقة كبيرة.

واخيرا تتكامل اهمية التقنيات الحديثة عندما تنحصر العمليات الارهابية في داخل المدن الكبرى او في التجمعات البشرية حيث يصعب تحرك القطعات العسكرية ومعالجة الهدف حينها تكون دور التقنيات الحديثة اكبر من دور القوات الامنية وتنعكس الحالة عندما تختصر العمليات الارهابية خارج المدن فعندها يكون دور القوات الامنية ذات اهمية اكبر من التقنيات الحديثة فضلا عن ما تقدمه التقنيات الحديثة من معلومات تفيد كثيرا في معالجة الاهداف الارهابية.