التعليم ودوره في مواجهة التطرف

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-10-22 16:27:46

محمد عباس اللامي

2018-10-21

" لا يتم هزيمة الأيديولوجيات بالبنادق ، ولكن بالأفكار الجديدة" هذا ما بدء به رئيس الولايات المتحدة الامريكية أوباما تعليقه على ظاهرة التطرف العنيف بالعالم وحثه  لمراكز الابحاث والمؤسسات والمنظمات بالعالم نحو الوقاية من الارهاب ومعالجة البيئة المؤاتيه للمتطرفين ، الذين ينشروا  ايدلوجياتهم وتجنيد المؤييدين ، الذين أستفادوا من التعليم والمؤسسة التعليمية في ترسيخ المفاهيم المتطرفه  ونشر فكرة العنف الجماعي فهناك عدوى اجتماعية ثقافية تقود العنف والتطرف باستخدام المناهج التعليمية وتبادل الادبيات المتطرفه كنوع من انواع الانخراط في التطرف العنيف ، أضافة الى الاذلال والاساءة التي تساهم في تبني مثل هكذا  افكار تنتمي الى العنف  .

 ففقدان جودة التعليم في المنطقة العربية جعل من التطرف ارضية خصبه ومحرك رئيس للانتماء والانتشار واداة للوصول للشباب واستخدامهم كعوامل دفع وجذب لتقودهم للتطرف في ظل غياب صناع القرار في المؤسسة التربوية و التعليمية باعادة النظر في البرامج التربوية والسياسات التعليمية , وتوفير المناخ الدراسي من خلال  تكثيف الندوات والمحاضرات التي تشجع على خلق التعايش السلمي في الجامعات والمعاهد خصوصاً بعد عمليات التحرير التي قادتها قواتنا الامنية ضد عصابات داعش الارهابية  والمحاولة الحقيقية في إعاده الثقة ما بين ابناء المجتمع  بعد ان ضربت اساسات التعايش السلمي داخل مجتمعاتنا .

 والعمل على تبني استراتيجية وطنية لاشاعة وارساء ثقافة التعايش السلمي من خلال اشراك الاساتذة والطلبة في الجامعات العراقية في حوارات مفتوحة وذلك من خلال نشاطات لا صفية تطرح من خلالها القيم التي تؤكد على التعايش بين مختلف افراد المجتمع , توجيه الجامعات العراقية العلمية والانسانية  نحو اشاعة ثقافة التعايش السلمي واعاده النظر في مناهج  وزارة التربية واعداد الحصص لمادة التربية الفنية كونها وسيلة من اوسائل التنشئه لجيل يؤمن بالحرية والتوحد على عكس ما يشاع عن هذه المادة المهمشة بأنها مادة ترفية او ترفيهية تهدف الى تقليل الضغط ما بين المواد الدراسية .

كذلك التركيز على أهمية تبني وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وغيرها  بتبني  لخطـاب المعتدل وحظر نشر أو بث خطاب التخوين والتكفير والتركيز على المشتركات ما بين افراد المجتمع في المناهج التعليمية و إفساح المجال أمام الفنون التشكيلية بأخذ فرصتها بالتصميم واختيار الالوان والرسومات التوضيحية للطلبة لما تشكله تلك الرسومات من ابعاد سايكلوجية  لدى الانسان خصوصا في فترة التنشئة بالتعليم الابتدائي وأثاره في المستقبل بتكوين الشخصية  لتساهم في تكوين عقلية بصيرة تتجاوز الجمود والتعصب وأحادية الرؤية .

 كما لمادة التربية الرياضية دور لا يقل أهمية في التنشئه و التحرر من داء التعصب والتفرقة والنزعات العنصرية  و تعزيز بناء قيمي وروحي خلال إبراز قيم الوسطية والإعتدال وتشخيص الأحداث والمشكلات بنظرة واقعية لا مثالية، من خلال  ترسيخ مبادئ الحوار الديمقراطي وإحترام الرأي والرأي الآخر، بعيداً عن أحادية الرأي والتطرف المقيت، وصولاً إلى قناعات مشتركة تساعد على بناء تصورات ومقترحات لكيفية مواجهة تلك المشكلات مستقبلاً وتنظيم عملية الخطاب الديني وتحسين نوعيته في المناهج التعليمية ، وإضافة لحزمة سياسات اخرى حكومية ومجتمعية لدعم الشباب وتطوير الاعلام واستثمار طاقات المجتمع المدني في مجابهة التطرف ونشر مبدا التعايش السلمي بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات الدولية وتشريع القوانين الكفيلة بذلك ،  , إعادة النظر في المناهج وطرق التدريس لتحصين الطلاب من الانحراف الفكري والتطرف بشكل جدي ، لحماية  الطلبة من الانخراط في براثن الإرهاب والتطرف و، العمل على تعليم الأطفال مهارات التفكير الناقد لكي يصنف الأشياء ويفهمها ويفرق بين الصواب والخطأ بعيدا عن الحفظ والتلقين .