تيريزا ماي والمأزق السياسي بعد خطة " تشيكرز "

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-10-08 18:59:56

سهى مصطفى جابر

للاطلاع على المقال بصيغة PDF اضغط هنا                                           

  • ماهي خطة تشيكرز :

      قدمت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي في 6يوليو 2018 مقترحاتها بشأن البريكست في ورقة عنونت بـ" مستقبل العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي"، وذلك بعد مناقشتها مع أعضاء حكومتها في قريتها الأم "تشيكرز"، وهو ما جعلها تسمى بخطة تشيكرز.

  ويمكن وصف الخطة بأنها محاولة للتوفيق بين وجهتي النظر، الانسحاب الكامل والجزئي من الاتحاد الأوروبي، اي بمعنى تحقيق توافق بين ما يريده الاتحاد الأوروبي وما يمكن أن يوافق عليه البرلمان البريطاني، ولذلك فقد تضمنت الخطة النقاط التالية.

- اتفاق جديد للتجارة الحرة يسهل التبادل التجاري

- عدم وجود حواجز جمركية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي

- الابقاء على الحدود المفتوحة بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا

- انسحاب بريطانيا من اتفاقات السياسة الأوروبية الزراعية والسمكية

- تكون لبريطانيا حرية عقد اتفاقات تجارية بشكل منفصل

- تكون بريطانيا خارج سلطة محكمة العدل الأوروبية

- إنهاء حرية حركة الأفراد واستعادة بريطانيا السيطرة على حدودها

   - الرفض الداخلي البريطاني حول خطة تشيكزر :

   يعارض جاكوب ريس موج رئيس مجموعة البحث الأوروبية، وهي فصيل داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي، بشدة (خطة تشيكرز) وهي توكد التاريخ الرسمي المحدد بالخروج من الاتحاد الأوروبي وتؤيد انفصالا صريحا من التكتل بحلول 29 مارس/ آذار العام2019.وقال ريس موج، الذي يتداول اسمه كخليفة محتمل لماي«إذا تمسكت (بخطة) تشيكرز، ستجد أن أمامها تكتلا من الأصوات المضادة لها في مجلس العموم». موضحا ان مقترحات الخطة ماهي الا خضوع للاتحاد الأوروبي

    ليزداد تفاقم الوضع امام تطبيق تيريزا ماي لخطه تشيكرز بعد استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير البريكست دافيد دافيز وقد نقلت صحيفة تيليجراف البريطانية أنباء (ان بعضًا من أعضاء حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي سيطلبون "خطة بديلة" لاقتراحها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وقد يستقيلون إذا لم تغير نهجها )

   أما «جيرمي كوربين»، رئيس حزب العمل المعارض، لم يرحب بأي صيغة للخروج من الاتحاد الأوروبي سوى في إطار إجراء استفتاء شعبي ثانٍ على صيغة الخروج , وهو ما سيعمق الأزمة السياسية والتي اثرت على وضع تيريزا ماي فى وصول نفسها لموقف قد يقضى على رئاستها في الحكومة البريطانية لاسيما بعد ان استنكرت فكرة إجراء استفتاء آخر على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى التى أطلق عليها اسم "تصويت الشعب"، مشددة على أن الشعب صوت بالفعل لصالح المغادرة وان الاستفتاء الثانى سيكون "تصويتًا سياسيًا"، وذلك عبر إقناع الناخبين بأنهم اتخذوا القرار الخاطئ فى المرة الأولى وعليهم المحاولة مجددًا

 

  • موقف الاتحاد الاوربي على خطة تشكيرز :

      بعد الاصرارمن قبل تيريزا ماي على خطة تشيكرز تلقت رئيس الوزارء البريطانية        " صدمة دبلوماسية" جديدة بعد مشاركتها فى قمة سالزبورج (20- 9- 2018) لقادة الاتحاد الأوروبى، اذ وجدت نفسها محاصرة بين مطرقة أوروبا والرأي العام البريطاني بعدما رفض القادة الأوروبيين بالاجماع خطة تشيكرز التى اقترحتها ماي لتنظيم العلاقة بين بريطانيا وأوروبا فى مرحلة ما بعد البريكست.. بينما استمر مستشار النمسا سيباستيان كورتس داعيا لمزيد من المفاوضات والتنازلات لتمرير اتفاق يرضى لندن وبروكسل, فيما اوضح رئيس الاتحاد الاوربي دونالد تاسك انهم "وافقوا جميعا "على ان خطة ماي للخروج من الاتحاد الاوربي "غير قابلة للتنفيذ"اما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر بريطانيا من انها يجب ان تتقدم اكثر اذ ارادت التوصل الى اتفاق وقال ان المقترحات "غير مقبولة ", وعليه يتضح وجود انقسام حول البريكست واتفاق حول رفض خطة تيريزا ماى التى وجدت نفسها أمام أوروبا موحدة ضدها بدون دعم من الداخل البريطانى

الخاتمة :

   على الرغم من محاولة المقترحات تقريب وجهات النظر، فإنها لم توفق للحصول على تأييد واسع من أي من المعسكرين، وهو ما يعني أن الجانبين اكد عدم قبوله خطة تشيكرز ، واتهمت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماى، منتقدى خططها للانسحاب من الاتحاد الأوروبى "بالعمل لتحقيق أغراض سياسية"، على حساب مستقبل بريطانيا وتقويض المصالح الوطنية وهو ما يعيد طرح السؤال حول كيفية الالتزام بتصور وفكرة واضحة من قبل الحكومة البريطانية عن طبيعة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ومستقبل العلاقات بين الجانبين، أم الاستمرار في البحث عن تسوية تبدو حتى الآن بعيدة المنال.