تحديات الامن السيبراني

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-10-08 16:08:13

نشرت صحيفة الخليج

" اقترح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تنظيم مؤتمر دولي للأمن السيبراني في العالم وذلك في معرض  كلمته أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء25 ايلول 2018، للوصول إلى نتائج تكفل حفظ الأمن والسلام الدوليين، ليبحث هذا المؤتمر سبل تنظيم الأمن السيبراني في القانون الدولي."

وتاسيساً على ما سبق ولاهمية هذا الموضوع وسرعة انتشار الجرائم الالكترونية والصراع الدولي كنوع جديد من الحروب والتي تعتبر اخطر واكثر فتكا من الحروب التقليدية سنسلط الضوء في هذا التقرير على التعريف النظري لهذه المفاهيم واهم التحديات على الساحة الدولية .

اذ يعرف الأمن السيبراني على انه مجموعة  الوسائل التقنية والتنظيمية والادارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام الغير مصرح به وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الالكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني.  والأمن السيبراني هو سلاح استراتيجي بيد الحكومات والإفراد لا سيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول.

وفي عصر التكنولوجيا أصبح لأمن المعلومات الدور الأكبر لصد ومنع أي هجوم إلكتروني قد تتعرض له أنظمة الدولة المختلفة، وأيضا حماية الأنظمة التشغيلية من أي محاولات للولوج بشكل غير مسموح به لأهداف غير سليمة

وقد اتخذت الدول اجراءات متسارعة لصد مثل هذه الهجمات ومنها انشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة السعودية والمرتبطة بالسلطة العليا في المملكة. وأن ذلك يعكس وجود توجه من القيادات في الدول نحو التعامل الجاد مع كل التهديدات والهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها البلدان وبشكل شبه يومي.

كما نشرت صحيفة امناي وتحت عنوان "خمس دوافع تبقي الحرب الإلكترونية بين الصين و أمريكا مستمرة"

بعيدا عن حروب الشرق الأوسط الدموية و الطائفية، هناك حرب مدمرة تدور بين أقوى دولتين في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال الرقم واحد رغم كل التحديات بما فيها العجز الاقتصادي الذي تعيشه بشكل صريح منذ 2008 ضد جمهورية الصين الشعبية التي رسمت حلم الريادة في العالم منذ تأسيسها سنة 1949 بعد التحرر من الإستعمار الياباني والتي أكدتها إصلاحات 1978 الممهدة لصين اليوم لتصبح الرقم الثاني بلغة الاقتصاد و الأولى في الكثير من الجوانب مؤخرا.

إنفتاح الصين على العالم وتألقها في التجارة مع الحفاظ على قيمها ومبادئها يقلق الأمريكيين، فهي لم تذب كليا في الرأسمالية ولا تزال تحافظ على أسس الشيوعية    والإشتراكية و لديها طموحات مخيفة لواشنطن، أولها إنهاء حقبة أمريكا و بالتالي انتقال القوة العسكرية و المالية و التجارية من الغرب إلى الشرق.

الحرب الإلكترونية بين البلدين هي نتاج لهذا التنافس بينهما، و هي حديث الساعة في ظل الأحداث المتسارعة زمنيا و التي نسمع بها مؤخرا.

بذات الوقت هذه الحرب التي اندلعت خلال السنوات الأخيرة تعد ساحة حرة للقتال بين القوتين، دون دماء وقنابل أو خسائر في الأرواح لكن الخسائر الاقتصادية حاضرة بقوة في الجانب الأمريكي الذي يتعرض بالفعل للهجوم من بكين.

بعد أن أصبح واضحا أن هناك تنافس و صراع بين القوتين و لماذا هو قائم منذ قيام جمهورية الصين الشعبية سنتطرق في هذا المقال للحديث عن الدوافع الخمسة التي تقف وراء استمرار الحرب الالكترونية بين البلدين رغم تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بوقف تلك الهجمات و هو ما لم يحدث في الحقيقة إلى الآن.

اولا. التجسس و الحصول على بيانات عسكرية

يحاول كلا البلدين الإطلاع على حقيقة ما يملكه الآخر من أسلحة و قواعد عسكرية

وفيما تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على الانترنت في الاتصالات الداخلية تستخدم الصين نقطة ضعف غريمها الغربي للوصول إلى هذه المعلومات.

وبالعودة إلى سنة 2007 نجد أن الصين تمكنت من اختراق شبكة حواسيب البنتاجون والوصول إلى وثائق داخلية وسرية لخطط عسكرية وكان حاسوب وزير الدفاع آنذاك روبرت جيتس واحدا من الحواسيب المتضررة في هجوم هز العلاقات المتوترة بين البلدين، و أظهر ضعف البنية التحتية للولايات المتحدة الأمريكية أمام الهجمات الإلكترونية الصينية.

اضافة الى قراءة في صفقة استحواذ AT&T على Time Warner بقيمة (85) مليار دولار ولم يكن ذلك الهجوم هو الأخير، فقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية أن كلا البلدين يحاولان الوصول إلى المعلومات العسكرية الأكثر دقة عبر التجسس و الاختراق الإلكتروني.

ثانيا. هجمات إلكترونية لتوجيه رسائل قوية للصحافة المعادية:

لطالما تعرضت العديد من الصحف الأمريكية لهجمات الكترونية مصدرها الصين، واشنطن بوست و نيويورك تايمز كانت أكثر الصحف تضررا من هذه الهجمات.

وتأتي بعد نشر تقرير ينتقد حقوق الإنسان في الصين أو يتحدث عن الزعماء الصينيين بشكل لا يرضي الحكومة الصينية.

و يأتي هذا الاختراق على شكل تهديدات في البريد الإلكتروني أو تعطيلا لأنظمة هذه المؤسسات و سرقة المعلومات الخاصة بالصحفيين العاملين فيها.

ثالثا. هجمات لسرقة الأسرار التجارية للشركات الأمريكية

تشتكي واشنطن من الهجمات المتكررة التي تقوم بها بكين و شركاتها على المؤسسات الأمريكية من أجل شل أنظمتها للوصول إلى أسرارها.

وترى أن اطلاق منتجات شبيهة جدا للأمريكية حتى قبل صدورها أحيانا هو نتيجة للمعلومات التي تحصل عليها الصين.

هذا يلحق الأذى فعلا بالاقتصاد الأمريكي و قدرة الشركات الأمريكية على المنافسة في الأسواق و قد أصبح الأمر خطيرا للغاية بالنسبة لواشنطن.

رابعا. هجمات لمعرفة نوايا الآخر قبل الزيارة إلى الصين

قبل سنوات تم اختراق حاسوب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبيل زيارتها للصين بساعات، و الهدف من عملية التجسس كانت معرفة نوايا الجانب الألماني ومساعيه الحقيقية في تعزيز العلاقات الألمانية الصينية.

الإختراق شمل بريدها الرسمي ووثائق مخزنة على حاسوبها ورغم اللقاء الناجح دبلوماسيا إلا أن ألمانيا كانت مستاءة حينها من تصرف بكين.

خامسا.هجمات لتجنيد جواسيس داخل امريكا

تتهم واشنطن الصين مرارا و تكرارا بأن جزء كبير من هجماتها هدفه الحقيقي هو ايجاد ثغرات في النظام الأمريكي عبر تجنيد موظفين في الوكالات الأمريكية للحصول منهم على معلومات دقيقة تهدد الأمن القومي الأمريكي.

هذا لا يعني أن واشنطن بريئة، فهي الأخرى تسعى للحصول على جواسيس من داخل النظام الشيوعي الصيني المتماسك لأغراض منها معرفة الحجم الحقيقي للجيش الصيني خصوصا و أنها تتهم خصمها دائما بالتكتم عن أنشطتها العسكرية.

رغم الاتفاق بين البلدين للعمل على تجنب الصدامات الإلكترونية و الإحترام المتبادل حسب القوانين الدولية و تجنب حرب عسكرية لاحقا قد تتحول إلى نووية، لا تزال الحرب الإلكترونية قائمة وأخر حدث على هذا المستوى هو هجوم مجموعة تدعى Deep Panda على شركات تقنية وأدوية أمريكية للوصول إلى أسرار تجارية وهي نفس المجموعة التي تقف وراء تسريب بيانات (21) مليون موظف أمريكي وتتهمها واشنطن بأنها اليد الخفية لبكين