جيش الفضاء الامريكي الجديد خيال علمي اصبح حقيقة

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-08-30 19:54:37

د. زيد مكي / رئيس قسم دراسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

اعلن جيمس ماتيس وزير الدفاع الامركي في 28 اب 2018 بمؤتمر صحفي      (( اننا على بعد اشهر من تدشين قوة الفضاء الامريكي الجديدة، ليصبح الجيش السادس))

وجاء ذلك بعد تصريح سابق من قبل مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، «جيم بريدينستاين»، بأن الصين وروسيا يطوران قدرتهما الفضائية لاستهداف الأقمار الصناعية الأمريكية، لا بد من أن يُؤخذ على محمل الجد. وإمعانًا في الجدية، أشار بريدينستاين إلى أن الخصمين الفضائيين لم يكتفيا بتطوير قدرات إطلاق الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية، بل بتحسين القدرات المدارية لها بوتيرة متسارعة لتصبح لها القدرة على التشويش والقرصنة.

واضاف ان تعطيل الاقمار الاصطناعية تهديد وجودي للولايات المتحدة وقد ذكر الاخير في مقابلة مع صحيفة "واشنطن إكزامينر" إن تعطيل وإخراج الأقمار الاصطناعية من الخدمة هو "تهديد وجودي" للولايات المتحدة، وبالتالي هناك حاجة ماسة جدا لاستحداث قوات فضائية أمريكية أكثر من أي وقت مضى.

 

وكانت مجلة أمريكية متخصصة في الشؤون الدفاعية، قد ذكرت أن روسيا تمكنت من ابتكار سلاح فضائي سرّي قادر على تدمير الأقمار الاصطناعية المعادية وإخراجها من الخدمة في أي حرب مقبلة.

 

وشرح رئيس ناسا ذلك بقوله (بالنسبة لكل معاملة مصرفية، هناك حاجة لإرسال وتسلم إشارة متزامنة من نظام تحديد المواقع GPS. وبعبارة أخرى، إذا لم يكن هناك نظام تحديد المواقع، لن يكون هناك نظام مصرفي في الولايات المتحدة، كل شيء سيتوقف عن العمل). واعتبر أن وضعا مماثلا سيحدث مع إمدادات الطاقة، لأن تدفقات الطاقة تنظم أيضا عن طريق الإشارات المتزامنة لنظام الأقمار الاصطناعية. 

وأشار برايدنشتاين إلى  أن هناك أيضا مجالات حيوية كثيرة مثل الاتصالات والملاحة والإنتاج والطاقة والأمن والدفاع كلها تعتمد على النظم الساتلية للأقمار الاصطناعية. وزعم أن أعداء الولايات المتحدة يبتكرون قدرات فضائية تمكنهم من حرمان بلادنا من الوصول إلى الفضاء الخارجي.

 

وأضاف ((إذا نجحوا في ذلك فإنهم يستطيعون تركيع أمريكا وجعلها تزحف على ركبتيها)) حسب قوله.

 

وأشار مدير وكالة "ناسا" إلى أن الوكالة تدعم بشكل كامل وقوي إنشاء قوات فضائية أمريكية، لكنها لا تشارك في تشكيلها.

 

ووضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق، مهمة إنشاء قوات فضاء عسكرية متخصصة واستحداثها كنوع منفصل من القوات ودعا إلى التفوق والهيمنة في هذا المجال. ووفقاً لرئيس البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى الريادة في الفضاء .

 

وحسب بنود ميزانية الدفاع للسنة المالية 2019 التي تبدأ في 1 أكتوبر 2018، فإنه سيتعين على هيئة الدفاع الصاروخية الأمريكية، التي هي جزء من البنتاغون، أن تبدأ قريبا العمل على نشر أنظمة في الفضاء لتتبع واعتراض الصواريخ الباليستية.

 

ووفقًا للوثيقة، يجب الانتهاء من تطوير وإنشاء (هيكل استشعار فضائي) يغطي العالم بحلول 31 ديسمبر 2022 ، ويمكن نشر أنظمة الاعتراض التابعة له في وقت لاحق.

 

ناقش الكونجرس تمرير تشريع يقضي بتأسيس وزارة لقوة الفضاء لتكون معنية (بتنظيم وتدريب وتجهيز قوة الفضاء الأمريكية).وطالب نائب الرئيس المشرعين الأميركيين بالموافقة على ميزانية تقدر بثمانية مليارات دولار أميركي للقوة الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.

في يوليو 2017 صادق مجلس النواب الأمريكي على قانون الدفاع الوطني الذي بموجبه يتم تشكيل فرع جديد من الجيش أطلق عليه اسم (كتيبة الفضاء) ستكلف بإدارة العمليات في الفضاء.

ويتضمن القانون تعديلا ينص على تشكيل (كتيبة الفضاء) من خلال نقل وظائف يشرف عليها سلاح الجو الأمريكي حاليا إلى قيادة منفصلة.

وسيتيح هذا الجيش لأمريكا إمكانيات واسعة من التجسس على العديد من الدول بسهولة، بل واختراق الشبكات الإلكترونية للعديد من المؤسسات وهو ما أثار قلق بعض الخبراء من أن الجيش الجديد سيمكن أمريكا من شن هجمات إلكترونية قد تصل لتدمير الأنظمة الحكومية للدول التي تراها أمريكا أعداءها.