عام على الازمة القطرية مع دول الخليج ومصر

التصنيف: دراسات

تاريخ النشر: 2018-06-28 20:05:33

بعد مرور عام على الأزمة الخليجية بين قطر ودول الحصار الخليجية الثلاث السعودية البحرين الامارات إلى جانب مصر، ما يزال مستقبل تلك الازمة غير واضح رغم الجهود التي بذلت لحل الأزمة من وساطات ودعوات لتقريب وجهات النظر وحل الازمة ،ومع استمرار الأزمة، فإن قطر ما تزال تعيش حالة من الحصار، أثر عليها سياسيا واقتصاديا نتيجة لكبر حجم الدول التي فرض الحصار من النواحي الاقتصادية والجغرافية -لانها تحيط بقطر- والاقتصادية هذا من جانب، ومن جانب اخر استطاعت قطران تستفيد من ناحية اخرى من هذا الحصار و خلقت بدائل وحلولا للتغلب على الحصار .

وعلى الرغم من مرور وقت طويل على الأزمة التي تراوحت بين تصعيد وتجميد للأزمة، إلا أنها لا تبدو قريبة من الحل على الامد القريب، لا سيما مع تصريحات لمسؤولين رسميين من دول الحصار، أشاروا إلى أن الأزمة مستمرة، ولا يوجد نية لحلها، كتصريح وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الذي أوضح أنه "لا بارقة أمل لحل الازمة مع قطر". وعدم تنازل قطر خلال العام المنصرم لطلبات دول الحصار.

و من اجل الوقوف على مستقبل الحصار ومتى ينتهي لابد من معرفة اسباب الحصار؟ و موقف ومطالب الدول المحاصر لقطر؟ من اجل رفع الحصار وخسائر واربح كل دولة من الحصار؟ ،وهل تمكنت دول الحصار من تحقيق أهدافها من  وراء الحصار؟ .

 

  1. أسباب الحصار على قطر.

منذ أعلنت دول الحصار (السعودية – الإمارات – البحرين – مصر) قطع علاقاتها الكاملة مع دولة قطر بتاريخ 5/6/2017  ولا احد من المحللين يعرف الأسباب الحقيقية للأزمة، خاصة وأنها أتت مباشرة بعد حدث مفصلي هام، تمثل بزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية، واجتماعه بزعماء وممثلي أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية.

كان الهدف من القمة هو أرضاء ترامب من قبل السعودية، فرتبت للقمة وجعلت منها الأكثر فخامة وكلفة في تاريخ المنطقة والعالم، إضافة لما تمخض عنها من اتفاقيات وعقود أمريكية – سعودية بلغت قيمتها ما يناهز نصف ترليون دولار (500 مليار دولار) .

النظام السعودي أراد لهذا الاجتماع أن يكون انعطافه، تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الودية مع الرئيس الأمريكي  الحالي بعد التردي الذي اصابها في مرحلة، بحيث تتخلص وإلى الأبد من تهديداته المستمرة لها ومطالبته إياها بدفع ثمن الحماية الذي تقدمها بلاده لدول الخليج العربي. و لم يكد الرئيس الأمريكي يغادر المنطقة حتى تفجرت أزمة التصريحات المنسوبة لأمير دولة قطر والمنشورة على مواقع وكالة الأنباء القطرية المخترقة، ليكتشف الجميع لاحقا أن الأمر أكبر بكثير من مجرد تصريحات مفبركة، أريد لها أن تكون شرارة أزمة باتجاه سيناريو معد له مسبقاً، لكنه يحتاج لمبررات شكلية يقدمها للشارع الخليجي، ولم ترد قطر بالمثل على دول الحصار من طرد مواطنين دول الحصار أو وقف إمدادات الغاز إلى الإمارات عبر خط دولفين. وتصاعدت الازمة وامتدت بالتهديد العسكري بغزو أو قصف لمباني قناة الجزيرة من قبل دول الحصار، و بالمقابل اكتفت قطر بدفع التهم عنها واعلنت بشكل رسمي ان التصريحات التي نسبت إلى محمد بن تميم عارية عن الصحة وان وكالت الانباء القطرية تم قرصنتها الاكترونيا ومن ثم نشرت هذه التصريحات عن لسان الملك وعلى اثر التصعيد من دول الحصار صعدت  قطر من لهجتها  بل انها سارعت إلى عقد  اتفاق عسكري مع تركيا يفرض على تركيا حماية قطر من أي عدوان خارجي.  

و على الرغم من الصعبات التي تحيط بكشف الاسباب الحقيقية لكل دولة  التي تسببت في مقاطعة دولة قطر الا ان  كل دولة من الدول المقاطعة سردت جملة من الاسباب  ترى انها الدافع الرئيس وراء قطع  علاقاتها مع قطر و محاصرتها ،فكانت اسباب المملكة العربية السعودية  المعلنة والتي اوردتها عبر وكالة الأنباء السعودية هي:

  1. إرتكاب قطر إنتهاكات جسيمة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض على الخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها (الإخوان المسلمون) و (داعش) و (القاعدة)، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، في اشارة الى قناة الجزيرة.
  2. دعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة، وفي البحرين الشقيقة.
  3. تمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون إلى ضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً.
  4. دعم ومساندة ميليشيات الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.
  5. شن حملات وعمليات إرهابية مدعومة ضد البحرين.

اما مصر فقد اصدر هي الاخر بياناً بينت اسباب قطع علاقتها مع قطر على الرغم انه لا يختلف كثيرا عن بيان السعودية فقد جاء فيه :

  1. إصرار قطر على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل المحاولات كافة لإثنائها عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادرة بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن مصر وسلامتها.
  2. ترويج قطر لفكر تنظيم القاعدة وداعش، ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرارها على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.

اما دولة البحرين فقد اوردت تقريبا نفس الأسباب التي أدت الى تفجر الخلاف بين قطر والبحرين وغيرها من الدول وجاء في بيان وكالة الأنباء البحرينية :

اصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الاعلامي ودعم الانشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو اخلاق أو إعتبار لمبادئ حسن الجوار أو إلتزام بثوابت العلاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة.

وفي ضل تلك الاسباب التي أوردتها  تلك الدول تصاعد موقفها مع قطر حتى اجتمعت الدول المقاطعة واصدرت لائحة من 13 مطلبا نقلت  عبر وسيط كويتي وامهلت هذه الدول  قطر عشرة أيام لتنفيذها. و اللائحة تضمت المطالب الاتية:-

  1. خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران، طرد أي عنصر من الحرس الثوري موجود على أراضيها.
  2. عدم إقامة أي نشاط تجاري مع إيران يتعارض مع العقوبات الأميركية المفروضة عليها الموجود على أراضيها.
  3. اغلاق القاعدة العسكرية التركية على أراضيها وإلغاء التعاون العسكري معها.
  4. إغلاق قناة الجزيرة المتهمة بإثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم جماعة الاخوان المسلمين.
  5. اغلاق كافة وسائل الاعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر او غير مباشر.
  6. وقف التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول الأربع وعدم تجنيس مواطنين تابعين لهذه الدول وطرد من سبق ان جنستهم، تسليم المطلوبين المتهمين بقضايا إرهاب والموجودين على الأراضي القطرية.
  7. الامتناع عن دعم او تمويل الجمعيات والمنظمات التي تصنفها الدول الأربع والولايات المتحدة إرهابية.
  8. قطع علاقات الدوحة مع جماعة الاخوان المسلمين وحزب الله والقاعدة وتنظيم داعش الارهابي، وادراجهم ككيانات إرهابية وضمهم الى قوائم الإرهاب التي أعلنت عنها الدول الأربع والولايات المتحدة، تقديم معلومات تفصيلية تتعلق بالمعارضين الموجودين على الأراضي القطرية وتلقوا دعماً منها والذين هم مواطنون تابعون لهذه الدول الأربع.
  9. تلتزم قطر بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي والعربي وتفعيل اتفاق الرياض لعام 2013 واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014.
  10. على قطر ان تدفع تعويضات لهذه الدول عن أي ضرر او ما تكبدته من مصاريف خلال السنوات الماضية بسبب سياستها.
  11. تقديم تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.
  12. كافة هذه الطلبات يتم الموافقة عليها خلال 10 أيام من تقديمها وإلا تعتبر لاغية.

 

 

 

 

  1. الخسائر القطرية من الحصار الخليجي المصري.

يحمل قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر أزمات اقتصادية كبيرة للدوحة في بداياته، على صعيد النقل الجوي والبري وامتداد تداعياتها على قطاعات حيوية اخرى ،ومن بينها التجارة وقطاع الأعمال. وعلى الرغم من عدم وجود ارقام محددة و مؤكدة لحجم الخسائر القطرية لكن يمكن تقدير حجم الخسائر من بعض الإحصائيات.

اذ تشير إحصائيات سعودية لعام 2015، ان السعودية والإمارات من أهم الشركاء التجاريين لقطر، وتبرز أهمية الدولتين بشكل خاص في ملف تجارة الغذاء.  تأتي الدولتان في المرتبة الأولى والثانية من حيث الدول المصدرة للمواد الغذائية إلى قطر وبإجمالي 310 ملايين دولار. أما في تجارة المواشي، فتأتي السعودية في المرتبة الأولى للمصدرين والإمارات في الخامسة بإجمالي 416 مليون دولار. وفي تجارة الخضراوات تأتي الإمارات في المرتبة الثانية والسعودية في الرابعة من حيث المصدرين وبإجمالي 178 مليون دولار سنويا. ومن ناحية تجارة الوقود، تأتي البحرين في المرتبة الأولى من حيث المصدرين، والإمارات في المرتبة الثانية وبإجمالي نحو 200 مليون دولار. أما في المعادن فتأتي الإمارات في صدارة الدول المصدرة لقطر وبإجمالي سنوي يفوق النصف مليار دولار. وبالتالي ان اعتماد قطر على مصادر بديلة سيكلف الدولة مبلغ اضافية .

و توقعت الدول المحاصرة مع توقف التجارة البرية، ان حلم استضافة مونديال 2022 القطري سيصادف عقبة كبيرة مع اعتماد قطر على الحدود البرية السعودية في استيراد غالبية متطلبات البناء الضخمة التي يحتاجها المشروع.

أما قطر من جانبها فقد أعلنت ان شركة طيرانها الوطنية عن تكبدت خسائر كبيرة، ولازالت الشركة وبعد مرور عام على الحصار تتلقى خسائر كبيرة.

كذلك لابد من الاشارة الى ان الدول المحاصرة الخمس لديها خسائر مالية ايضاً لا سيما الإمارات والسعودية جراء المقاطعة، فبحسب ما نشرته الوكالات و الصحف الدولية فإن القطريين كانوا من كبار المستثمرين في العقارات بالإمارات كما أن السعودية فقدت السوق القطري كمركز لبيع منتجاتها كالأغذية ومنتجات الألبان بخلاف سوق الإعمار والبناء. كذلك فقدت مصر سوقاً هاماً لمنتجاتها الزراعية بجانب رحلات مصر للطيران التي توقفت عن نقل أكثر من 300 ألف مصري يعملون بقطر.

لكن لابد من الشار الى ان هناك خسائر في جانب دول الحصار بالفعل لكنها أضعاف مضاعفة في الجانب القطري لأن الاقتصاديات الخليجية ليست معتمدة على السوق القطري كما أن قطر ليس بها موانئ استراتيجية هامة للملكة العربية السعودية او الامارات والصادرات السعودية والقطرية والمصرية لقطر لا تمثل رقماً ضخماً في الاقتصاد السعودي لذا فالتأثير صغير جداً،

اذن الاعتماد القطري على هذه الدول في هذه القطاعات الاقتصادية وغيرها قد تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة لقطر، لكن استطاعت قطر ان تتجاوز بعض العقبات في وقت لاحق رغم الخسائر المادية ، وان تؤكد انها تعاني خسائر مادية جراء الحصار في قطاعات اقتصادية اخرى.

  1. فوائد قطر من الحصار .

تحول حصار قطر كما يرى القطريين إلى فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي الذي تحقق خلال عام واحد فقط، حيث أصدرت السلطات في الدوحة قرارها برفع كافة السلع والبضائع والمنتجات التي يعود مصدرها إلى دول الحصار الأربع، لتسلط بذلك الضوء على الوضع الاقتصادي الذي يبدو أكثر استقراراً بعد مرور عام كامل على الحصار


دولة قطر ليس لها أي حدود برية سوى مع السعودية التي قررت إغلاق هذه الحدود. بالاضافة إلى قطع الدول البقية كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية وإغلاق الحدود والمجالات الجوية أمام الطائرات القطرية


وحسب أحدث المعلومات الرسمية التي كشفتها قطر عن الوضع الاقتصادي، فقد تبين أن الحصار شكل عاملاً معززاً للعملية الإنتاجية، حيث انتعشت القطاعات الزراعية والصناعية في البلاد لتعويض المنتجات الغائبة عن أسواق قطر والتي كانت تأتي من دول الحصار الأربع


وكشف رئيس اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية في قطر خميس المهندي، أنه تم تشغيل 65 مصنعاً في قطر خلال عام واحد من الحصار، ما يعني أن أكثر من خمسة مصانع جديدة يتم افتتاحها شهرياً منذ تم فرض الحصار على البلاد، بل ان زيادة الانتاج المحلي القطري جعل قطر تتجه لسن قوانين من شأنها حماية المنتج الوطني وذلك من أجل الحفاظ على الاكتفاء الذاتي في البلاد.

كذلك استطاعت قطر الاسراع وانهاء العمل  بميناء حمد الذي افتتح في ايلول 2017، و الذي يعد الان الواجهة البحرية الاولى لقطر، وعدم الاعتماد على الموانئ السعودية.

كذلك يشير تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي إلى أن الأثر الاقتصادي والمالي المباشر على قطر نتيجة الحصار آخذ في التلاشي، مشيراً إلى أن الاقتصاد القطري تمكن من تجاوز أي مخاطر.
وقال الصندوق في تقريره إن النظام المصرفي القطري تعافى من نزوح الأموال الذي حدث في بداية القطيعة الدبلوماسية وإن الاقتصاد من المتوقع أن ينمو 2.6% هذا العام
وأشار إلى أن العجز المالي من المتوقع أن يكون قد انخفض إلى نحو ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2017 مقارنة مع 9.2% في 2016.
إلى ذلك، ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لقطر 2.9 مليار دولار إلى 17.7 مليار وفق ما ذكره بنك «HSBC»  في تقرير لعملائه، مضيفا أن تحسن وضع الاحتياطي الأجنبي يرجع جزئيا إلى استمرار تحسن الميزان التجاري القطري.

كذلك اشار صندوق النقد الدولي في تقريره  الصادر في 5 مارس/آذار 2018. ان الحصار المفروض على قطر لم بؤثر على قطر فهي اليوم مرشحة لنسبة نمو اقتصادي تتجاوز 2.5 بالمئة في 2018 أي أكثر بقليل من السنة عام 2017.

لكن  لابد الاشارة إلى امرين مهمين استطاعت قطر من خلالهما تجاوز الازمة او الحصار الاول: الغاز القطري: ان قطر استرجعت قواها وصمدت محركاتها الاقتصادية نتيجة اعتمادها الاساس على تصدير الغاز. فعجلة تصدير الغاز، وهو أهم مصدر عائداتها، تدور بأقصى سرعتها . كما نهل البنك المركزي من مدخراته الكبيرة من عوائد بيع الغاز لدعم القطاع المصرفي الذي برهن عن صمود كبير، حسب خبراء صندوق النقد الدولي.  ان الاموال القطرية استطاعت استمالة الكثير من الدول إلى جانبها و مساعدها في فك الحصار الذي فرض عليها منها ايران ،تركيا ،فرنسا ، المانيا، وحتى الحليف القوي للملكة العربية السعودية ترامب تغير موقفه من قطر من وصفها كدولة تدعم الارهاب إلى دولة تحارب الارهاب بعد توقيع قطر صفقة سلاح مع الولايات المتحدة الامريكية.

 

ثانياً الدبلوماسية : منذ نحو عشرين عاما، تقوم قطر بنشاط دبلوماسي على أساس تحالفات مختلفة والهدف منه تحديدا هو تجاوز مثل هذه السيناريوهات و الازمات، وهذا التوازن بالعلاقات  والدبلوماسية الفعالة أتاح لقطر إيجاد شراكات اقتصادية  و عسكرية  استراتيجية بديلاً عن الدول المقاطعة. فتركيا وإيران تولتا  على تلبية الحاجات الغذائية والصناعية والعسكرية للقطريين. بل حتى الولايات المتحدة التي وقفت إلى جنب الدول المحاصرة و اتهم رئيسها ( دونالد ترامب) قطر في حزيران / يونيو 2017 بـتمويل الإرهاب، استطاعت قطر بفضل لوبياتها وصفقات عسكرية بقيمة 197 مليون دولار لتحديث مركز العمليات الجوية للقوات القطرية لوجستيا وتكنولوجيا وشراء طائرات f16 ،وان تغيير موقف الرئيس الأمريكي. وكنتيجة لذلك، في 15 يناير/كانون الثاني 2018 ، شكر (دونالد ترامب) قطر رسميا على حربها ضد الإرهاب.

 

 واخيرا يمكن القول ان الطرفين في النزاع لم تكن خسائرهم كبيرة ومؤثرة بحيث تعطي تنازلات كبيرة من اجل الصلح وخاصة قطر لأن مواردها الاقتصادية عن طريق بيع الغاز اكبر من خسائرها الاقتصادية، وان الصلح بين الاطراف سيطول ايضاً نتيجة لقلة الضغوط والخسائر بين الدول واعتبار كلا الطرفين ان مطالب الطرف الاخر تخص السيادة وهو أمر لا يمكن التنازل عنه، لكن يبقى الصلح بين الطرفين مرهون بتدخل طرف ثالث مثل عمان او الكويت او العراق و قبول قطر بشروط مخففه من قبل السعودية الذي يعد قبولها ورضاها على قطر قبول ورضا الاطراف البقية.