الهوية الإسلامية ودورها في صناعة الامن الفكري

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2025-02-11 13:34:33

الباحث / مصطفى رحيم الغراوي

 قسم الدراسات الاجتماعية

تعد الهوية الإسلامية الحجر الاول والاساس في تشكيل الوعي الفردي والجماعي للأمة الإسلامية كافة حيث انها تمثل القيم والمبادئ الاساسية التي تستمد جذورها من العقيدة الإسلامية والقرآن الكريم  في ظل عالم متغير يتسم بالعولمة والتداخل الفكري والثقافي، حيث تواجه الهوية الإسلامية اليوم تحديات فكرية و نفسية وثقافية كبيرة تتمثل في محاولات الاغتراب والتغريب واذابة القيم الاسلامية والأخلاقية والتأثيرات الفكرية التي قد تتناقض مع مبادئ الإسلام المعروفة وهذه التحديات  تتزايد يوم بعد يوم بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح على ثقافات العالم الغربي وتفرض على المسلمين كافة إعادة استكشاف جذورهم  الدينية والثقافية لتعزيز هويتهم والمحافظة عليها من كافة المشكلات والآفات.

ان من اهم تحديات الهوية الإسلامية خاصة لدى للشباب هو الاستلاب الفكري والاغتراب الثقافي ومحاولة فرض القيم الغربية على المجتمعات الإسلامية من خلال الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي وزرع صورة ذهنية مفادها ان ثقافة الاسلام غير قادرة على مواكبة العصر والتطور بل انها متخلفة وقديمة كذلك تشويه التاريخ الإسلامي باعتبار ان الاسلام دين التعصب والتطرف، ونشر ثقافة الإسلام فوبيا الذي يعنى بالخوف والتعصب ضد الاسلام والمسلمين.

إن الهوية الإسلامية ليست مجرد شعارات ترفع أو مظاهر تظهر في المنصات بل هي منظومة شاملة تشمل العقيدة والفكر والسلوك والقيم، فهي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الروح والمادة وبين الفرد والمجتمع مما يجعلها مرجعية قوية قادرة على مواجهة أي محاولات للاندماج السلبي أو التغريب الغربي ومن خلال التمسك بالهوية الإسلامية، يمكن للأفراد التصدي للتحديات الثقافية المعاصرة ليس بالانغلاق بل عن طريق الانفتاح الواعي على الثقافات الأخرى، واختيار ما يتوافق مع قيمهم الإسلامية ويرتقي بمجتمعاتهم، لان دور الهوية يتمحور حول مجموعة من القيم والمبادئ التي تسهم في تعزيز الثبات على الهوية للأفراد والمجتمعات، مما يقلل من احتمالية الانصياع وراء التأثيرات الثقافية الخارجية السلبية.

وتكمن أهمية الهوية الإسلامية في كونها وسيلة للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي، الذي أسهم على مر التاريخ في إثراء الإنسانية بالقيم الأخلاقية والعلمية، كما أنها تعمل كدرع واقٍ للأمة من الذوبان في الثقافات الأخرى وذلك من خلال:

  • ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية
  • تعزيز الانتماء والاعتزاز بالثقافة الدينية
  • التأكيد على الوسطية والتوازن
  • تحصين الشباب من الغزو الثقافي
  • دعم التعليم والتربية الدينية
  • تشجيع الحوار بين الثقافات

الهوية الإسلامية ليست فقط أداة للحفاظ على الذات الثقافية بل هي أيضًا مصدر قوة ودافع لمواجهة أي تأثيرات خارجية سلبية مع تعزيز الوعي والإبداع في التعامل مع العالم من حولنا. حيث تشكل الهوية الإسلامية بما تحمل من مضامين إنسانية عالية حصانة للفكر الإسلامي من الانحراف وخط دفاع امام التحديات الفكرية التي هيمنت على العالم وتحاول بسط سلطتها الفكرية وتشويه الهوية الإسلامية وتحميلها مسؤولية تخلف الامة وتراجعها لما ظهر من سلوكيات منحرفة تدعي الانتماء للإسلام ومنها الحركات الإرهابية التي عملت على تشويه هوية الإسلام الإنسانية من الغرب حتى ربط الإسلام بالإرهاب، واتخذ الغرب من هذه الذريعة طريقا لغزو عقول الشباب فكريا بطرح مجموعة من الأفكار والسلوكيات المنحرفة بغطاء الحرية الديمقراطية وحقوق الانسان

ومن اجل الحفاظ على الهوية الإسلامية وإبراز مضامينها الانسانية وذلك بتشذيب الهوية الإسلامية مما لحق بها من تشويه وإساءة و تقديمها الى العالم بصياغات جديدة من خلال التذكير بالرموز الإيجابية والاستشهاد بالحوادث المعبرة عن الإسلام الحقيقي والحفاظ على الامن الفكري للإنسان المسلم من كافة الأفكار الغربية التي تحاول الهيمنة على عقل المسلم من خلال الحفاظ على الهوية الإسلام الاصلية

لذلك يجب تضافر الجهود بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية لتعزيز الهوية الإسلامية لدى الشباب خاصة، فهم الأكثر عرضة للتأثر بالتحديات الثقافية. ويُعد بناء وعيهم بالثقافة الإسلامية وتعزيز ارتباطهم بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أساسًا لمواجهة هذه التحديات بنجاح كذلك من الضروري عمل محاضرات دينية مجانية للمراهقين اثناء فترة العطل الرسمية في المدراس.