البطالة في ظل رواتب العاطلين عن العمل

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2024-08-08 06:22:16

المقدمـــــــة

تُعد قضية البطالة من أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العديد من الدول، بما في ذلك العراق. في محاولة للتصدي لهذه المشكلة وتقديم الدعم للمواطنين العاطلين عن العمل، تلجأ الحكومات إلى تقديم رواتب للعاطلين كجزء من سياساتها الاجتماعية. تهدف هذه الرواتب إلى توفير الدعم المالي للأفراد الذين يجدون صعوبة في العثور على عمل، بهدف تحسين ظروفهم المعيشية وتقليل الفقر. لكن، كما هو الحال مع أي سياسة اجتماعية، فإن لهذه الرواتب تأثيرات متعددة على سوق العمل والاقتصاد بشكل عام، حيث يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحفيز البحث عن العمل، لكنها قد تحمل أيضًا تحديات تتعلق بالتمويل والإدارة. في هذا السياق، سنتناول تأثير رواتب العاطلين عن العمل على سوق العمل في العراق، مع تسليط الضوء على الفوائد والتحديات المحتملة لهذه السياسة.

في العراق، كما هو الحال في العديد من البلدان، يمكن أن يكون لظاهرة البطالة آثار عميقة على الأمن القومي. فالبطالة، خاصة بين الشباب، يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار الاجتماعي، وتزيد من احتمالية التطرف العنيف، وتهدد السلم المجتمعي

من المهم ملاحظة أن تصميم نظام رواتب العاطلين عن العمل يجب أن يكون متوازنًا بعناية لتجنب الآثار السلبية المحتملة، مع ضمان تقديم الدعم الضروري للعاطلين عن العمل. كما يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين فرص العمل، وتطوير المهارات، وتنويع الاقتصاد العراقي.

 

التحديــــات والآثار المحتملة

تؤثر البطالة ورواتب العاطلين عن العمل على الشباب في العراق بعدة طرق، بعضها مباشر وبعضها غير مباشر. فيما يلي بعض الآثار الرئيسية

  1. الجانب الاقتصادي :- زيادة اعداد العاطلين عن العمل بزيادة عدد العوائل الغير قادرة على تامين مستلزمات الحياة الطبيعية للافراد من ماكل ومسكن وتعليم وتامين صحي و ماينتج تدهور  الامن الغذائي والصحي للمواطن.
  2. الجانب الامني :- عدم وجود فرص عمل ودخل مادي يؤمن للافراد الحياة الحرة الكريمة يلجا الى اللجوء الى العنف وارتكاب الجرائم والانخراط في الجهات الخارجة عن القانون مما يهدد الامن المجتمعي.
  3. الجانب الاجتماعي:- عدم قدرة الافراد على توفير ظرورات الحياة اللازمة يسمح الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل الطلاق والانحراف الاخلاقي وانتشار الامية وحالة التسول في الشوارع العامة بما يهدد الاستقرار المجتمعي.
  4. الجانب الاداري :- صعوبة الحصول على بيانات او قاعدة معلومات دقيقة عن العاطلين عن العمل  والية توزيعهم على المحافظات , من يعمل بالقطاع الخاص لعدم وجود تنسيق بين الجهات الحكومية المعينة بالموضوع.
  5. الجانب المالي : التوسع في منح الرواتب للعاطلين عن العمل بدون قاعدة معلومات حملت موازنة الحكومة العراقية تكاليف مالية باهضة تؤثر على قدرتها في تقديم الخدمات وانشاء المشاريع الى تستطيع  توظيف الايدي العاملة العاطلة.
  6. الفساد الاداري : استغلت قضية رواتب العاطلين عن العمل عن عنوان الرعاية الاجتماعية  ورقة انتخابات حزبية من بعض المرشحين للانتخابات او بعض الاحزاب كما انها فتحت باب من ابواب الفساد لبعض العاملين الدوائر المعينة بها
  7. تأثير رواتب العاطلين عن العمل على الأمن القومي يمكن أن يكون مزدوجة
  • التاثير الايجابي
  • تخفيف الضغط الاقتصادي: يمكن أن تساعد هذه الرواتب في تخفيف الضغط الاقتصادي وتوفير فرص لتوفير مستوى مناسب.
  • دعم الاستقرار الاجتماعي: من خلال توفير شبكة أمان اجتماعي والقضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية والامنية.
  • التأثير سلبي
  • اعتماد مفرط قد يؤدي الاعتماد على رواتب العاطلين عن العمل إلى تثبيط الأفراد عن السعي بنشاط للحصول على عمل جديد، مما قد يزيد من مدة البطالة
  • استنزاف الموارد يمكن أن تشكل مدفوعات البطالة عبئًا على الميزانية الحكومية، خاصة إذا كان عدد العاطلين عن العمل كبيرًا، مما قد يؤثر على قدرة الحكومة على الاستثمار في مجالات أخرى مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، والتي تعد ضرورية للتنمية الاقتصادية طويلة الأجل
  • تغذية الفساد في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي سوء إدارة برامج دعم العاطلين عن العمل إلى الفساد وسوء استخدام الأموال العامة، مما قد يثير الاستياء العام ويزيد من عدم الثقة في المؤسسات الحكومية

 

لتجاوز هذه التحديات ومنها تأثير رواتب العاطلين عن العمل ، يجب أن تكون برامج دعم العاطلين عن العمل مصممة بعناية لضمان وصولها إلى من هم في أمس الحاجة إليها، مع تشجيع إعادة الاندماج في سوق العمل بدلاً من الاعتماد طويل الأمد على المساعدات.

 

التوصيـــات

للتعامل مع مشكلة البطالة ورواتب العاطلين عن العمل وتأثيراتها مكن تنفيذ مجموعة من السياسات والاستراتيجيات

  1. الإصلاحات التشريعية مراجعة القوانين والتشريعات المتعلقة بالعمل والتوظيف لجعلها أكثر ملاءمة للمجتمع العراقي مع توفير الضمان والتقاعد للعماملين بالقطاع الخاص لتقليل الزخم على التعينات الحكومية.ميم برامج مستهدفة يجب أن تكون برامج رواتب العاطلين عن العمل مصممة بعناية لاستهداف أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، مع ضمان عدم استفادة الأشخاص الذين لديهم مصادر دخل أخرى أو الذين يمكنهم العثور بسهولة .
  2. استثمار الاشخاص الممنوحة رواتب العاطلين عن العمل في مساعدة الوزارات  الخدمية  من خلال  برنامج مشترك بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية  والوزارات الاخر ولو لفترة محدودة لتشجيعة على العودة الى العمل تحت عنوان (حملات تطوعية)
  3. منح القروض المالية للعاطلين عن العمل بالية جديدة عبر انشاء مشاريع صغيرة باشراف مباشر من قبل المصارف التي تقوم بتوفير احتياجات المشروع مع تاهيل العاطلين دون اعطاءة مبالغ المشروع مباشر دون المتابعة.
  4. توفير التدريب والتطوير يمكن للحكومات الاستثمار في برامج التدريب والتطوير المهني لمساعدة العاطلين عن العمل على اكتساب مهارات جديدة ، مما يزيد من فرصهم في العثور على عمل
  5. تحفيز العودة إلى العمل  يمكن تصميم برامج رواتب العاطلين عن العمل لتشجيع العودة إلى العمل من خلال تقديم حوافز مالية أو تخفيضات ضريبية لأولئك الذين يجدون عمل.
  6. توفير الدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يساعد الدعم النفسي والاجتماعي العاطلين عن العمل على التعامل مع الآثار العاطفية للبطالة وتحسين فرصهم في العودة إلى سوق العمل.
  7. تنويع الاقتصاد على المدى الطويل، يمكن للحكومات العمل على تنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على قطاعات معينة وتوفير فرص عمل في قطاعات جديدة
  8. تعزيز ريادة الأعمال يمكن تشجيع العاطلين عن العمل على بدء أعمالهم الخاصة من خلال توفير الدعم المالي والتدريب والإرشاد.
  9. التعاون مع القطاع الخاص يمكن للحكومات العمل مع القطاع الخاص لإنشاء شراكات تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة أو تدريب للعاطلين عن العمل.

الخاتمـــــة

في الختام، تلعب رواتب العاطلين عن العمل دورًا حاسمًا في دعم الأفراد والأسر في العراق الذين يواجهون البطالة. من خلال توفير شبكة أمان اجتماعي، تساعد هذه الرواتب في تخفيف الضغط الاقتصادي على العاطلين عن العمل وتتيح لهم الوقت والفرصة للبحث عن فرص عمل جديدة أو اكتساب مهارات جديدة

ومع ذلك، فإن فعالية برامج رواتب العاطلين عن العمل في العراق تعتمد على القدرة على التغلب على التحديات المتعددة التي تواجهها، بما في ذلك القيود المالية، وإدارة البرنامج، والتسرب، ونقص فرص العمل، والحاجة إلى التدريب والتأهيل. يتطلب هذا الأمر جهودًا منسقة من الحكومة العراقية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لضمان أن تكون هذه البرامج مستدامة وفعالة.